لماذا ھو عالم منقسمة جدا؟

س. لست متأكدًا من السبب، لكن يبدو أن الأمور تنهار أكثر فأكثر. أعتقد أن السياسة هي التي تفرقنا؟
ج. أينما التفتنا في العالم اليوم، نجد اضطرابات هائلة طالما لم تعد الأنظمة السياسية الموثوقة تحظى بالثقة. وكالات الأنباء التي كانت تحظى بالتقدير والاحترام في السابق، لم تعد تحظى بالاحترام؛ بل يتم تصنيفها على أنها "أخبار كاذبة" بشكل ساخر. لقد تعرضت صناعة الترفيه في العالم لصدمة شديدة بسبب فضيحة تلو الأخرى، مما أدى إلى إذلال كبير لأولئك الذين تم الكشف عنهم.

ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد. فكثيرون ممن اعتادوا الهروب من مشاكل العالم باللجوء إلى الرياضة باعتبارها ملاذاً آمناً، رأوا فرقهم الرياضية ولاعبيهم المحبوبين والقنوات التي تغطي أخبارهم متورطين في العديد من الجدل.

حتى الدين قد عانى من الاضطرابات، حيث تعرضت إحدى أكبر الديانات في العالم للتشهير مرارا وتكرارا من قبل أولئك الذين شاركوا في أعمال إرهابية باسمها.

ومما يدعو للأسف أن الانقسام الفوضوي في العالم ليس موجوداً في مكان ما بالخارج فحسب، بل إننا نرى الانقسام المجتمعي في كل مكان ننظر إليه تقريباً، وغالباً في عائلاتنا.

ماذا يحدث؟ ربما يفاجئك هذا، لكن الإجابة على هذا السؤال موجودة في الكتاب المقدس. يتحدث الكتاب المقدس عن وقت حيث سينقسم العالم كما لم يحدث من قبل. سيحدث وقت الانقسام العظيم أثناء يوم الدينونة.

حزقيال 38: 21-22 وأستدعي السيف ضده في كل جبالي، يقول السيد الرب. يكون سيف كل إنسان على أخيه. 22 وأ... أمطر عليه وعلى جيوشه وعلى الشعوب الكثيرة التي معه مطرا جارفا وحجارة برد عظيمة ونارا وكبريتا.

س. هاه، يوم الدينونة؟ هل تقول إن يوم الدينونة قد اقترب؟
ج. لا. في الواقع، كشف الكتاب المقدس عن حقيقة أن يوم الدينونة قد أتى بالفعل. ربما تتذكر أنك سمعت عن تاريخ 21 مايو 2011 الذي أُعلن للعالم قبل عدة سنوات؟ يصر الكتاب المقدس على أن هذا الإعلان كان صحيحًا. وهذا يعني أن الله كان يحكم على العالم منذ ذلك الوقت وحتى الآن. ويشير الكتاب المقدس أيضًا إلى أن فترة الدينونة المطولة هذه ستستمر لعدة سنوات أخرى، وربما حتى عام 2033 م.

س. ماذا؟ لا يمكنك أن تكون جادًا. هل تعتقد أن انقسام العالم الآن يعني أن يوم الدينونة قد حل؟
ج. الأمر على العكس تمامًا. ليس يوم الدينونة لأن العالم منقسم؛ بل إن العالم منقسم لأنه يوم الدينونة. وبرنامج الله للدينونة يدعو إلى تقسيم مملكة الشيطان ـ أي تقسيم هذا العالم:

متى 12: 25 كل مملكة منقسمة على ذاتها تخرب، وكل مدينة أو بيت منقسم على ذاته لا يثبت.

أيضًا،

مرقس 3: 24-26 وإن انقسمت مملكة على ذاتها فلا تقدر تلك المملكة أن تثبت. وإن انقسم بيت على ذاته فلا يقدر ذلك البيت أن يثبت. وإن قام الشيطان على ذاته وانقسم فلا يقدر أن يثبت بل يكون له انقضاء.

لاحظ أن عبارة "لا يستطيع الوقوف" تُستخدم بشكل متكرر في هذه الآيات. إن الله الذي كتب الكتاب المقدس يختار كلماته بدقة كبيرة. ونرى لغة مماثلة في بضعة أماكن أخرى:

رؤيا 6: 17 لأنه قد جاء يوم غضبه العظيم، ومن من يكون قادرة على الوقوف؟

مزمور 1: 5 لذلك لا يقوم الأشرار في الدينونة ولا الخطاة في جماعة الأبرار.

إن مملكة الشيطان التي تتألف من كل الناس غير المخلصين في العالم سوف تسقط في وقت الدينونة الأخيرة. إن انقسام بيت الشيطان لن يسمح لهم بالوقوف في الدينونة.

س. هل قلت أن هذا العالم هو مملكة الشيطان؟ انظر، أنا أتفق معك على أن العالم مليء بالقبح، ولكنني لن أذهب إلى حد تسمية العالم "مملكة الشيطان".
ج. للأسف، هكذا تصفه الكتاب المقدس. الشيطان، بخداعه للبشرية في جنة عدن، فاز بحق الغزو بعبودية الإنسان لنفسه وللخطيئة. وكان بسبب فوزه بحق الحكم على البشرية غير المخلصة أنه كان قادرًا على تقديم كل ممالك العالم ليسوع:

لوقا 4: 5-6 وأراه إبليس جميع ممالك العالم في لحظة من الزمان، فقال له إبليس: «أعطيك هذا السلطان كله ومجده، لأنه إليَّ قد سُلِّم، وأنا أعطيه لمن أريد».

كان الشيطان يستطيع أن يعرض بشكل شرعي أن يعطي كل ممالك العالم للمسيح لأنه كان يحكمها منذ جنة عدن.

س. لا أدري، تبدو لي فكرة حكم الشيطان للعالم غريبة.
ج. حسنًا، في واقع الأمر، لم يعد يحكم العالم في هذا الوقت. بمجرد أن جاء الرب يسوع المسيح كقاضي للبشرية (بدءًا من 21 مايو 2011)، أطاح بالشيطان من كل حكم رسمي واستولى يسوع على مملكته. يحكم الرب يسوع العالم حاليًا خلال هذه الفترة الطويلة من الحكم عليه. يقدم لنا الكتاب المقدس مثلًا تاريخيًا عن ملك بابل وسقوط مملكته من أجل توضيح هذه الحقيقة العظيمة.

أولاً، نجد أن ملك بابل هو شخصية أو تمثيل للشيطان:

إشعياء 14: 4 أنك تتكلم بهذا المثل على ملك بابل، ...

إشعياء 14: 12-14 كيف سقطت من السماء يا لوسيفر يا ابن الصباح! لأنك قلت في قلبك: سأصعد إلى السموات، سأرفع عرشي فوق نجوم الله: ... سأكون مثل العلي.

لقد سقط العالم! سقط!

كان ملك بابل وأمته هم الذين دمروا أرض يهوذا وأسروا العديد من اليهود إلى بابل. وبعد فترة رهيبة دامت سبعين عامًا (والتي كانت رمزًا للضيق العظيم) غزت الميديون والفرس بابل. وكان سقوط بابل في ذلك الوقت يشير إلى سقوط الشيطان والعالم في وقت النهاية. ولهذا السبب فإن الكتاب المقدس يتحدث كثيرًا عن سقوط بابل:

إرميا 51: 7-8 كانت بابل كأسا من ذهب في يد الرب، أسكرت كل الأرض. شربت الأمم من خمرها، لذلك جنت الأمم. سقطت بابل فجأة ودمرت.

إشعياء 21: 9 … سقطت، سقطت بابل، وحطم إلى الأرض جميع تماثيل آلهتها المنحوتة.

رؤيا يوحنا 14: 8 ثم تبعه ملاك آخر قائلا سقطت سقطت بابل المدينة العظيمة لأنها سقت جميع الأمم من خمر غضب زناها.

وبناءً على سياق رؤيا يوحنا 14، نرى أن سقوط بابل هو لغة مجازية تصف سقوط العالم خلال وقت دينونته الأخيرة.

رؤيا يوحنا 14: 10 نفس الشيء يجب سيشرب من خمر غضب الله المصبوب صرفا خليط كأس غضبه.

ونقرأ أيضًا عن سقوط بابل في الإصحاح 18:

رؤيا 18: 2 … سقطت، سقطت بابل العظيمة، وصارت مسكنا للشياطين، ومحرسا لكل روح نجس، ومحرسا لكل طائر نجس وممقوت.

أينما نجد العبارة التالية: "سقطت بابل، سقطت،" يمكننا أن نعيد صياغة هذه العبارة بمعنى: سقط العالم، سقط!" أو: "يوم الدينونة هنا! يوم الدينونة هنا!"

وفي آية ملحوظة، يربط الرب بين بابل وسقوط كل الناس غير المخلصين في العالم:

إرميا 51: 49 كما أسقطت بابل قتلى إسرائيل، هكذا يسقط في بابل قتلى كل الأرض.

لذلك فإن سقوط بابل مرادف لسقوط العالم. ومن الواضح أن سقوط بابل يعني أنها لم تعد قادرة على الوقوف. فالانقسام يؤدي إلى سقوط بيت؛ والانقسام يؤدي إلى سقوط مملكة. لقد سقطت مملكة الشيطان في هذا العالم. ويمكن رؤية الدليل الخارجي على هذا السقوط في انقسام العالم من حولنا.

الكتابة على الحائط: مملكتك منقسمة

بطريقة مثيرة للاهتمام للغاية، يصف الله في الكتاب المقدس الليلة التي قُتل فيها ملك بابل (رمز الشيطان) وسقطت مملكته. في ذلك الوقت رأى الملك بيلشاصر كتابة غامضة على الحائط. لقد أزعجته بشدة حتى بدأت ركبتاه ترتطمان ببعضهما البعض. أخيرًا، تم استدعاء رجل الله الأمين، دانيال، ليأتي ويفسر الكتابة على الحائط:

دانيال 5: 25-28 هذه هي الكتابة التي كتبت: محصاة ومحصاة وموزونة ومقسمة. وهذا هو تفسير الكلمات. محصاة: أحصى الله مملكتك وأنهى أمرها. موزونة: وُزِنت بالموازين فوجدت ناقصة. مقسمة: ستقسم مملكتك وتعطى لميدي وفارس.

دانيال 5: 30-31 وفي تلك الليلة قُتل بيلشاصر ملك الكلدانيين، وأخذ داريوس الميدي المملكة،

في ليلة واحدة، لقي ملك بابل حتفه وانقسمت مملكته. وفي تلك الليلة استولى ملك مادي وفارس على بابل. لذلك تصور الكتاب المقدس داريوس (المعروف أيضًا باسم "كورش") كرمز للمسيح الذي يأتي كلص في الليل. ونحن نعلم على وجه اليقين أن داريوس (كورش) كان رمزًا للمسيح بسبب ما قيل عنه في سفر إشعياء:

إشعياء 44: 28 الذي يقول عن كورش: فهو راعي، و... قائلا للقدس، ستُبنى، وإلى الهيكل،سيتم وسيتم وضع الأساس الخاص بك.

يُطلق على كورش (داريوس) لقب راعي الله.

إشعياء 45: 1 هكذا قال الرب لمسيحه لكورش.

لا شك أن كورش هو صورة للمسيح آت كلص ليدين الشيطان وهذا العالم في يوم الدينونة.

وبعد أن استولى عليها كورش قسم مملكة بابل. ومن الغريب أن الرب يسوع أشار إلى نفسه ذات مرة بأنه "مُقسِّم" عندما أجاب رجلاً أراد منه أن يحسم نزاعًا بشأن مسألة الميراث مع أخيه:

لوقا 12: 13-14 فقال له واحد من الجمع يا معلم كلم اخي ان يقاسمني الميراث فقال له يا رجل من اقامني عليكم قاضيا او مقسما.

ما هو المثير للاهتمام في إفادة يسوع وهو أنه يربط بين كلمتي القاضي والمقسم. نحن نعلم من الكتاب المقدس أن المسيح هو قاضي هذا العالم. ونحن نتعلم الآن أنه هو أيضًا مقسم مملكة الشيطان في هذا العالم.

س. هل تقول أن يسوع المسيح يحكم العالم الآن؟
ج. هذا صحيح. يعلن الكتاب المقدس أن يسوع المسيح يحكم هذا العالم الآن داخل يوم الدينونة:

رؤيا يوحنا 11: 15 ثم نفخ الملاك السابع، فحدثت أصوات عظيمة في السماء قائلة: قد صارت ممالك العالم لربنا ومسيحه،

رؤيا 19: 15 ومن فمه يخرج سيف حاد لكي يضرب به الأمم وهو سيرعاهم بقضيب من حديد وهو يدوس معصرة خمر سخط وغضب الله القادر على كل شيء.

س. إذا كان يسوع يحكم العالم، ألا تكون الأمور رائعة للجميع بدلاً من أن تكون سيئة كما كانت؟
ج. يسوع لا يحكم العالم بطريقة خيرية. إنه لا يحكم من أجل الخير أو من أجل منفعة الناس غير المخلصين. يقول الكتاب المقدس إنه يحكم بقضيب من حديد لأنه القاضي العادل الذي يعاقب البشرية على مخالفة شريعته المقدسة، الكتاب المقدس. تتضمن العقوبة فضح خطايا العالم مما يؤدي إلى إذلالهم علنًا. بعبارة أخرى، في هذا الوقت يعمل يسوع بنشاط على جلب السخرية والاستهزاء إلى جميع جوانب مؤسسات العالم.

إشعياء 47: 1 انزلي واجلسي على التراب أيتها العذراء ابنة بابل... ليس لك عرش... لأنك لن تُدعى بعد رامرأة حساسة ومرهفة.

إشعياء 47: 3 ستنكشف عورتك، ... وسيظهرعارك. اليك لن أقابلك كرجل.

وكما سخر الإنسان من الله وكلمته، فإن الرب يقلب الأمور ويسخر من الإنسان في نهايته الأخيرة:

أمثال 1: 25-26 لكنكم رفضتم كل مشورتي ولم ترضوا بتأنيباتي. أنا أيضا أضحك على مصيبتكم. أستهزئ عندما يأتي خوفكم.

س. أنت تجعل يسوع يبدو قاسياً ومنتقماً. كنت أعتقد أنه كان من المفترض أن يكون لطيفاً وهادئاً؟
ج. إنه لطيف وهادئ. ولكنه أيضاً القاضي العادل للبشرية. وبصفته قاضياً فإنه ينتقم انتقاماً عادلاً من المخالفين لشريعته ومن سفكوا دماء شعبه المختار:

يوحنا 5: 27 وأ طاه سلطانا أن يدين أيضا لأنه ابن الإنسان.

رومية 12: 19 … لي الانتقام أنا أجازي يقول الرب.

2 تسالونيكي 1: 7-8 … سيظهر الرب يسوع من السماء مع ملائكة قوته، في نار ملتهبة، معطيًا نقمة على الذين لا يعرفون الله، والذين لا يطيعون إنجيل ربنا يسوع المسيح.

س. يبدو الأمر سيئًا للغاية. هل لا توجد أخبار جيدة؟
ج. هناك أخبار جيدة لأولئك الذين خلصهم الله قبل تاريخ مايو 2011. لقد خلص هؤلاء الأشخاص من خلال سماع الكتاب المقدس وتركوا على الأرض ليخوضوا هذه الفترة العصيبة من دينونة العالم. لقد ترك هؤلاء الأشخاص (المختارون) على الأرض من أجل الظهور أمام كرسي دينونة المسيح:

2كورنثوس 5: 10 … لأنه لا بد أننا جميعاً نظهر أمام كرسي المسيح.

إن الذين خلصهم المسيح لن توجد فيهم أية خطيئة، ولذلك سوف يستمرون حتى النهاية.

متى 24: 13 ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص.

وعلى النقيض من شعب الأرض غير المخلص، فإن أبناء الله المختارين سوف يتحملون عملية الدينونة (النار الروحية) حتى اكتمالها، ثم يدخلون أخيرًا إلى السماء الجديدة الرائعة والأرض الجديدة كما وعدهم الله.

زكريا 13: 8-9 … في كل الأرض، يقول الرب، فيقط منها جزئين ويمو تان، ولكن يبقى الثالث فيها. وسأجلب الجزء الثالث من خلال النار، وسيمحصهم كما تمحص الفضة، وسيجربهم كما يجرب الذهب: ... أقول هو شعبي فيقولون الرب إلهي.

إنها ليست تجربة ممتعة، لكنها تستحق العناء بالتأكيد، لأنه في النهاية سيدخل شعب الله المختار إلى الأبدية وإلى فرح ربهم.

متى 25: 23 قال له سيده نعما أيها العبد الصالح والأمين كنت أمينا في القليل فأقيمك على الكثير. ادخل إلى فرح سيدك.